جديد إصداراتنا… “صنعاء المستباحة”
** عبد الباسط الشاجع
تدور مفاهيم هذه الدراسة حول جزء من التشويه والتجريف الذي أحدثته جماعة الحوثي في العاصمة اليمنية صنعاء خلال العقد الماضي، والتي انتهجت أساليب عديدة من خلال إعادة تشكيل وهندسة العاصمة صنعاء ومجتمعها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وديمغرافياً.
يشهد اليمن منذ انقلاب الحوثيين في العاصمة صنعاء عملية تغيير تطاول الجغرافيا والرموز الوطنية، إذ يجرون تعديلات عميقة في مراكز القوى الاجتماعية والقبلية والسياسية، ويتلاعبون في أملاك الأوقاف وممتلكات الدولة، عبر خصخصة المؤسسات العامة، وإنشاء مراكز قوى اقتصادية جديدة على أنقاض الدولة واقتصادها المنهوب من قبلهم، وهذه المراكز تنتمي لـ”السلالة الهاشمية”.
لجأ الحوثيون من أجل استهداف مؤسسات الدولة والسيطرة على الدولة برمتها، إلى استهداف النسيج الاجتماعي اليمني وتمزيق هويته الجامعة، للحصول على أتباع وأنصار ومقاتلين، ولأجل تحقيق تلك الأهداف استخدم الحوثيون تغيير الديموغرافيا اليمنية والحصول على مناطق سيطرة وحكم فعلي للجماعة، حتى تأمن البقاء ولأجل ذلك قامت بتجريف الهوية الوطنية وتجريف كل ما يتعلق بمعاداة الأخر والانتقاص من تكوينه، والانحياز لهوية فرعية أخرى.
سعت طهران من خلال إسقاط الحوثيين للعاصمة صنعاء إلى إعادة رسم الخريطة السياسية في اليمن على اعتبار اليمن دولة استراتيجية من وجهة النظر الإيرانية، لتكون خريطة طائفية مثلما هي الحال في لبنان والعراق وسوريا، علاوة على استنساخ نموذج حزب الله جديد في اليمن من خلال جماعة الحوثيين.
بنى الكاتب معلومات الدراسة على تقارير خاصة لمركز العاصمة الإعلامي الذي كان رئيسه منذ تأسيسه في 2015 وحتى 2021م موثقة. والتقارير الدولية التي أشارت الى وضع العاصمة صنعاء، ومقابلات ومعلومات لم تنشر بعد عن وضع الجماعة الداخلي والخارجي، والدور الإيراني في تشييع عاصمة اليمنيين. وتستخدم الدراسة المنهج التاريخي الوصفي في سلوك جماعة الحوثي المسلحة منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء في سبتمبر/ أيلول 2014، وحتى أكتوبر/ كانون الثاني 2022.