أزمة الهوية في اليمن وتداعياتها على مستقبل البلاد السياسي والاجتماعي

إعداد الدكتور/عادل دشيله
تحاول هذه الدراسة أن تركز على أزمة الهوية في المجتمع اليمني وتداعياتها على مستقبل البلاد السياسي والاجتماعي. أيضًا، ستوضح مفهوم الهوية اليمنية، والعوامل التي شكلت هذه الهوية. بالإضافة إلى ذلك، ستبين محاولات الجماعات الطائفية والمناطقية بناء هويّات ثانوية وفرعية على حساب الهوية الوطنية الجامعة. في هذه الورقة البحثية، ثّمة محاور سنتناولها باختصار حول أزمة الهوية في اليمن.
لا نستطيع تجاهل فرضية “هنتجتون، 1988 بأننا على وشك عصر جديد مظلم من الكراهية القبلية، فيما أسماه صراعات وحروب وخطوط التقسيم الحضاري”. حيث تُعد مشكلة أزمة الهوية من ضمن المشاكل الكبرى التي يعاني منها المجتمع اليوم، لأن الهوية اليمنية والمشروع الوطني الذي يسعى للحفاظ على هذه الهوية يتعرضان لهزات عنيفة مما يعرض السلم الأهلي والنسيج المجتمعي لمخاطر جسيمة قد لا يتعافى منها المجتمع اليمني لعقود قادمة. من أبرز المشكلات التي يواجهها اليمن اليوم أزمة الهوية. لقد فشلت الحكومات اليمنية المتعاقبة في غرس مفهوم الولاء الوطني، ولم تنتبه تلك الحكومات لخطورة تشكيل هويّات على أسس مناطقية، وقبلية، وطائفية، وجهوية، وكان من نتائج تلك السياسات الخاطئة هو ترك القوى التقليدية بشقيها الديني والمناطقي في فرض هويّات جديدة على حساب الهوية الوطنية الجامعة. يؤكد الباحث عبد الله السالمي ” أنه على امتداد عمر اليمن الجمهوري باستثناء مدة وجيزة تلت إعلان الوحدة السياسية بين شطري الوطن، كما يرى البعض، وفيه نظر لم يُقدّر للهوية الناظمة للمُتعدد الثقافي والسياسي والاجتماعي بلوغ مربع الوطنية الكلية الجامعة.
بعد انقلاب قوى التمرد الحوثية على الدولة اليمنية غداة 21 أيلول/ سبتمبر2014 فقد فرضت تلك المليشيات واقعًا مختلفًا ونشرت ثقافتها الأيديولوجية الدخيلة على المجتمع اليمني بالقوة خصوصًّا في المناطق التي تسيطر عليها. كما أنّها ما تزال تفتح العديد من المراكز السرية لجلب أكبر قدر من أبناء القبائل وتعبئتهم بأفكارها المذهبية والتي لا تمت إلى الدين الإسلامي الحنيف بصلة. كان من نتائج ذلك الانقلاب الدموي هو ظهور الهويّات المتعددة أكثر من أي وقت مضى داخل الجغرافيا اليمنية، وإن كان كاتب هذه الورقة البحثية لا ينكر بأن الخلافات كانت موجودة داخل المجتمع اليمني، إلا أن الانقلاب الحوثي ساعد بعض القوى التقليدية وجماعات العنف المناطقية والدينية الأخرى أن تنشئ كيانات وهويّات مختلفة وبعيدة كل البعد عن الهوية اليمينة الجامعة بطريقة مخيفة.
أيضًّا، عندما غابت الهوية الوطنية ظهر لنا هويّات جديدة على أسس جغرافية مثل الهوية التهامية، الهوية الحضرمية، الهوية المهرية، وهويّات أخرى ليس المجال لذكرها هنا. علاوة على ذلك، أصبح أبناء المناطق القبلية يعتزون بهويتهم القبلية ويتفاخرون بها، بينما التحق بعض الشباب بالمليشيات الطائفية المتمردة ورفع شعار وأيديولوجيا هذه العصابات المتمردة عله يسلم من بطشها وتنكيلها، وكل هذا على حساب الهوية اليمنية. وهكذا، أصبح اليوم في المجتمع اليمني عدة جماعات وهذه الجماعات تحمل هويّات مختلفة. على سبيل المثال لا الحصر، يوجد في جنوب اليمن عصابات ترفع علم غير علم الجمهورية اليمنية، والحوثي يرفع شعار الموت لأمريكا، والقاعدة ترفع شعار الله أكبر…إلخ. لم يتبقَ إلا تيار المشروع الوطني الذي يحمل شعار الجمهورية اليمنية ويحاول الحفاظ على الهوية اليمنية بغض النظر عن أخطاء هذا التيار.
محتوى البحث:
مفهوم الهوية اليمنية
العوامل التي ساعدت في تأسيس الهوية اليمنية
الهوية اليمنية بين مطرقة المليشيات المذهبية والعنصرية
أزمة الهوية في المجتمع اليمني اليوم
توصيات البحث
للاطلاع على البحث كاملا من هنا