دور النخب اليمنية في رسم مستقبل اليمن – الفرص والتحديات

أ.د. عبد الله عبد المؤمن التميمي.
أولًا: خلفية عامة.
في ظل الانقسام الحاد الذي يشهده اليمن، والحرب المستمرة منذ ما يقارب العقد، تزايدت الحاجة إلى تفعيل دور النخب اليمنية في تقديم رؤية وطنية جامعة. وقد بادرت المؤسسة العربية للدراسات الاستراتيجية إلى تنظيم ورشة عمل موسعة في إسطنبول، تحت عنوان: “نحو دور فاعل للنخب اليمنية في رسم مستقبل اليمن“، جمعت عددًا من الشخصيات الأكاديمية والفكرية والسياسية والإعلامية، لبحث سبل استعادة النخب لدورها الفاعل.
ثانيًا: الإشكالية المحورية.
رغم تعدد النخب اليمنية وتنوعها، إلا أنها تعاني من حالة تشرذم وغياب للرؤية الجماعية، مما جعل تأثيرها على صناعة القرار محدودًا، في وقت تحتاج فيه البلاد إلى قيادة فكرية ومعرفية تعيد تشكيل المشروع الوطني.
ثالثًا: مؤشرات ووقائع.
- الواقع الراهن للنخب اليمنية.
- تعاني النخب من التشتت الجغرافي والانقسام السياسي والارتهان الخارجي.
- غياب رؤية جامعة وغياب الاستقلالية لدى قطاعات واسعة منها.
- تحديات معيشية وفكرية تعيق قدرتها على التأثير.
- تداخل بين “النخبة” و”أصحاب المصالح”، مما أدى إلى تشويش الصورة العامة لدورها.
- محدودية تأثير النخب في القرار الوطني.
- غياب الحاضنات المؤسسية التي تبلور جهود النخب.
- بعض النخب في الخارج تمتلك الوعي والإرادة، لكنها تفتقد للتنظيم.
- الفجوة بين نخب الداخل والخارج تفاقم من أزمة التأثير.
- الشتات اليمني كقوة ناعمة كامنة.
- وجود عدد كبير من الكفاءات اليمنية في الخارج يمثل فرصة استراتيجية.
- هذه النخب تمتلك أدوات معرفية وإعلامية وسياسية، يمكن توجيهها لصالح الداخل.
- الحاجة إلى منصات جامعة لتنظيم دورها وربطها بالمشروع الوطني.
- تحديات بناء خريطة طريق للنخب.
- ضعف التنسيق وغياب العمل الجماعي.
- غياب الإيمان بفكرة التغيير لدى بعض الشرائح.
- عشوائية الجهود الفردية وانعدام الدعم المؤسسي.
رابعًا: تقدير الاتجاهات:
الاتجاه | الاحتمال | التفسير |
تفعيل دور النخب عبر بناء منصات جامعة | متوسط إلى مرتفع | يتوقف على توفر الدعم المؤسسي وتنسيق الجهود بين الداخل والخارج. |
استمرار التشرذم وتراجع الدور | مرتفع في المدى القصير | في ظل غياب قيادة موحَّدة وبيئة حاضنة مستقرة. |
ظهور تيارات نخبوية جديدة مستقلة. | متوسط | ممكن في حال تحوّل الشتات إلى فضاء حر للمبادرة السياسية والمعرفية. |
خامسًا: التوصيات:
- إطلاق منصة رقمية جامعة للنخب اليمنية في المهجر تكون بمثابة حاضنة للتنسيق وتبادل الرؤى وبلورة المبادرات.
- فرز النخب بحسب تخصصاتها (أكاديمية، إعلامية، سياسية، اقتصادية، عسكرية) مع تفعيل التواصل بينها وبين الداخل اليمني.
- تمكين النخب من خلال توفير الدعم المؤسسي والفني والإعلامي لضمان استمرار نشاطها وتوسيع تأثيرها.
- تكليف المؤسسة العربية للدراسات الاستراتيجية بقيادة جهود التشبيك النخبوي، ورعاية الورش المتخصصة المنبثقة عن هذه الورشة.
- الدعوة لعقد مزيد من هذه الورش في تخصصات مختلفة للنخب اليمنية تكون مكمّلًا لهذه الورشة، ويبحث من خلالها بشكل موسّع سبل بناء المشروع الوطني الجامع.
سادسًا: خلاصة الموقف.
يمثل الشتات النخبوي اليمني فرصة غير مستغلة حتى اللحظة. وإذا لم يتم تدارك الأمر من خلال خطط تنسيقية مؤسسية واضحة، فقد تستمر هذه الطاقات في التبعثر، بما يعني تفويت فرصة تاريخية لإعادة إنتاج نخبة وطنية جديدة تمتلك أدوات التأثير وبناء المستقبل.