رؤساء الجمهورية في اليمن منذ 1962م

(قراءة تحليلية)
بقلم/ أنور بن قاسم الخضري
مقدمة:
تعدُّ شخصيَّة رئيس الدولة في أيِّ نظام سياسي ترجمة حقيقية لطبيعة النخبة السياسية والقيادة التي تخضع لها مؤسَّسات الدولة المختلفة، المدنية والعسكرية؛ خصوصًا في العالم العربي، حيث تحتلُّ شخصيَّة رئيس الدولة مكانة مركزية ومحورية في المشهد السياسي والسلطة الحاكمة.
وقد حكم اليمن، شمالًا وجنوبًا وعقب الوحدة بين الشطرين، اثنا عشر شخصيَّة[1]، كان لها حضورها وتأثيرها على المشهد السياسي والأحداث ومسار الواقع اليمني، وتشكُّل السلطة، وبناء الدولة. وهؤلاء الرؤساء قدَّموا نموذجًا عمليًّا للنخبة السياسية الحاكمة خلال أكثر مِن ستِّة عقود مِن قيام النظام الجمهوري، في الشطرين وبعد الوحدة، بكلِّ ما حملوه مِن صفات وخصائص ومؤهَّلات وأفكار ومواقف.
هذه الورقة تتناول رؤساء الجمهورية في اليمن منذ عام 1962م وحتَّى الآن، بشيء مِن التحليل العام، لاستجلاء صورة النخبة السياسية في اليمن.
رؤساء الجمهورية:
كان عبدالله يحيى السَّلال أوَّل رئيس يتولَّى رئاسة الجمهورية العربية اليمنية بعد نجاح ثورة 26 سبتمبر 1962م، في الشطر الشمالي مِن اليمن. ثمَّ أتى بعده القاضي عبدالرحمن يحيى الإرياني، ثمَّ المقدَّم إبراهيم محمَّد الحمدي، ثمَّ المقدَّم أحمد حسين الغشمي، ثمَّ المقدَّم علي عبدالله صالح، والذي استمرَّ حكمه حتَّى قيام الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م.
في جنوب اليمن، تولَّى قحطان محمَّد الشعبي رئاسة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية (والتي تحوَّل اسمها إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لاحقًا)، ثمَّ تلاه سالم ربيِّع علي، ثمَّ علي ناصر محمَّد، ثمَّ عبدالفتاح إسماعيل علي، ثمَّ علي ناصر محمَّد مجدَّدًا، ثمَّ علي سالم البيض، والذي ساهم مع الرئيس “صالح” في قيام الوحدة اليمنية بين الشطرين.
مع قيام الوحدة وإعلان الجمهورية اليمنية، كان علي عبدالله صالح رئيسًا للجمهورية، وظلَّ الأمر كذلك حتَّى عام 2012م، ثمَّ تلاه عبدربُّه منصور هادي، ثمَّ د. رشاد محمَّد العليمي.
ونظرًا لعدَّة عوامل، سواء بعد الثورة أو الاستقلال، فقد تشكَّلت مجالس رئاسية للحكم، اتَّخذت أشكالًا عدَّة، وضمَّت عدَّة شخصيات. وبرغم أنَّ أحد أهداف هذه المجالس كان خلق توافق بين مراكز القوى إلَّا أنَّها شهدت حالة مِن عدم الاستقرار، وظلَّ التنازع والصراع بين أجنحة الثورة -هنا وهناك- هو الطاغي على المشهد، وهو ما زعزع استقرار سلطة رئيس الدولة في الشطرين.[2]
جدول (1): أسماء رؤساء الجمهورية في اليمن وتاريخ ميلادهم ووفاتهم:
م | الاسم الثلاثي | تاريخ الميلاد والوفاة |
1 | عبدالله يحيى السلال | 1917م- 1994م |
2 | عبدالرحمن يحيى الإرياني | 1910م- 1998م |
3 | إبراهيم محمَّد الحمدي | 1943م- 1977م |
4 | أحمد حسين الغشمي | 1941م- 1978م |
5 | علي عبدالله صالح | 1942م- 2017م |
6 | قحطان محمَّد الشعبي | 1923م- 1981م |
7 | سالم ربيِّع علي | 1935م- 1978م |
8 | علي ناصر محمَّد | 1939م- … |
9 | عبدالفتاح إسماعيل علي | 1939م- 1986م |
علي ناصر محمَّد | 1939م- … | |
10 | علي سالم البيض | 1939م- …. |
علي عبدالله صالح | 1942م- 2017م | |
11 | عبدربُّه منصور هادي | 1945م- ….. |
12 | رشاد محمَّد العليمي | 1954م- ….. |
من الجدول يتَّضح أنَّ هناك ثلاث شخصيَّات مِن رؤساء الجمهورية لا يزالون على قيد الحياة، فيما عدا رئيس الجمهورية الحالي.
رؤساء الجمهورية وآلية الوصول للحكم والخروج مِنه:
تعدَّدت طرق الوصول للسلطة بشأن رؤساء الدولة، في الشطرين وما بعد الوحدة، ما بين قيام ثورة مسلَّحة، أو انقلاب عسكري، أو نتيجة ضغوط، أو عبر الاختيار مِن قبل مجلس رئاسي أو مجلس الشعب أو غيرها مِن الهياكل التي تشكَّلت لإدارة السلطة، أو مِن خلال انتخاب شعبي، أو تفويض رسمي. كما تعدَّدت طرق الخروج مِن السلطة، ما بين الانقلاب الأبيض، والاغتيال، والاستقالة تحت الضغط أو بقناعة ذاتية، أو تنحِّي عن السلطة. ويمكن تصنيف هذه الطرق في مسارين: طرق سلمية وأخرى عنيفة.
جدول (2): يوضِّح طرق الوصول إلى الحكم وطرق الخروج مِنه مع فترة البقاء في الحكم:
م | الاسم الثلاثي | تاريخ تولِّيه الحكم | آليَّة تولِّيه الحكم | عمره أثناء تولِّيه | تاريخ خروجه مِن الحكم | آليَّة خروجه مِن الحكم | فترة حكمه (بالأعوام) |
1 | عبدالله السلال | 26 سبتمبر 1962م | ثورة | 45 عاما | 5 نوفمبر 1967م | انقلاب أبيض | (5) وأكثر |
2 | عبدالرحمن الإرياني | 5 نوفمبر 1967م | اختيار | 57 عاما | 13 يونيو 1974م | انقلاب أبيض | قرابة (7) |
3 | إبراهيم الحمدي | 13 يونيو 1974م | انقلاب | 31 عاما | 11 أكتوبر 1977 | اغتيال | (3) وأكثر |
4 | أحمد الغشمي | 11 أكتوبر 1977م | اختيار | 36 عاما | 24 يونيو 1978م | اغتيال | أقل مِن عام |
5 | علي صالح | 17 يوليو 1978م | اختيار | 36 عاما | — | — | قرابة (12) |
6 | قحطان الشعبي | 30 نوفمبر 1967م | ثورة | 44 عاما | 22 يونيو 1969م | انقلاب | قرابة (2) |
7 | سالم ربيِّع | 22 يونيو 1969م | انقلاب | 34 عاما | 22 يونيو 1978م | انقلاب وإعدام | (9) أعوام |
8 | علي ناصر | 26 يونيو 1978م | انقلاب | 39 عاما | 26 ديسمبر 1978م | تنحَّى عن الحكم | نصف عام |
9 | عبدالفتاح إسماعيل | 26 ديسمبر 1978م | اختيار | 39 عاما | 20 أبريل 1980م | استقالة | قرابة (2) |
علي ناصر | 21 أبريل 1980م | اختيار | 24 يناير 1986م | صراع مسلَّح | قرابة (6) | ||
10 | علي سالم | 24 يناير 1986م | صراع مسلَّح | 47 عاما | 22 مايو 1990م | تنازل | (4) وأكثر |
علي صالح | 22 مايو 1990م | اتِّفاق الوحدة | 27 فبراير 2012م | تنحَّى عن الحكم | قرابة (22) | ||
11 | عبدربُّه منصور | 27 نوفمبر 2012م | انتخاب | 67 عاما | 7 أبريل 2022م | تنحَّى عن الحكم | قرابة (10) |
12 | رشاد العليمي | 7 أبريل 2022م | تفويض | 68 عاما | — | — | (3) وأكثر |
مِن خلال الرجوع إلى الجدول (2) نجد أنَّ منصب رئاسة الجمهورية شهد عدم استقرار خلال الفترة (1962م- 1990م)، وعلى مستوى الشطرين، عدا عن فترة حكم “صالح” في الشمال، والتي استمرَّت لقرابة (12) عامًا. وهذا الاستقرار كان نتاج ضعف معظم القوى المتنافسة، وتحالف “صالح” مع القوى القبلية والإسلامية، ودعم السعودية للاستقرار في اليمن الشمالي ليكون مصدًّا إزاء النظام الاشتراكي الثوري في الجنوب.
وفي حين سجِّلت حادثتي اغتيال في الشمال على مستوى رئاسة الجمهورية، الأولى في إطار تنافس داخلي، والأخرى في إطار نزاع مع الشطر الجنوبي، سجَّل الجنوب عدَّة محطَّات شهدت انقلابًا عسكريًّا وتنازعًا مسلَّحًا، ذهب ضحيَّتها (3) رؤساء، هم قحطان الشعبي، وعلي ربيِّع، وعبدالفتاح إسماعيل.
تصنيف رؤساء الجمهورية:
يمكن تصنيف رؤساء الجمهورية في اليمن على المستوى التعليمي، والمناطقي، والاجتماعي، والاقتصادي، والمذهبي، والسياسي والفكري، وعلى المستوى الوظيفي، في عدَّة دوائر. فغالبًا ما تؤثِّر العوامل التعليمية والمناطقية والاجتماعية والاقتصادية والمذهبية والسياسية والفكرية والوظيفية على مستوى الشخصية للفرد، فضلًا عن تشكيل وعيه وأفكاره وسلوكه. إذ أنَّ هناك فوارق وتباينات على مستوى التعليم كانت تشهدها اليمن على مستوى الشطرين، وعلى مستوى كلِّ شطر. كما أنَّ الظروف البيئية لكلِّ محافظة تفرض نمط العيش وطبيعة المناشط الحياتية، خصوصًا أنَّ الجغرافيا اليمنية موزَّعة على سواحل وجزر، وسهول وأودية، ومرتفعات جبلية وهضبية، ومناطق صحراوية. كما أنَّ التركيبة الاجتماعية والطبقة الاقتصادية ذات أثر كبير على الأفراد، خصوصًا في ظلِّ تشكُّل منظور سلالي عنصري لدى “الهاشمية” الموزَّعة على الشطرين، ما بين زيدية في الشمال وصوفية في الجنوب، كما أنَّ اليمن موزَّع مذهبيًّا بين مناطق محسوبة على الزيدية الشيعية والشافعية السنِّية. وقد ظلَّت هذه الانتماءات تستدعي الولاءات والتعصُّبات، إن على الصعيد السياسي أو الفكري.
جدول (3): يوضِّح تصنيف رؤساء الجمهورية:
النتائج:
مِن خلال الجداول السابقة يمكن تصنيف رؤساء الجمهورية على النحو التالي:
- تصنيف رؤساء الجمهورية بحسب فئاتهم العمرية عند تولِّي الرئاسة:
- (30- 39): 6.
- (40- 49): 3.
- (50- 59): 1.
- (60- 69): 2.
وهذا يعني أن أغلب رؤساء الجمهورية تولَّوا رئاسة الجمهورية دون سنِّ الخمسين، وفوق الثلاثين مِن أعمارهم، أي في مرحلة الأشد مِن الشباب؛ وهو ما يفسِّر حالة التنافس بين النخبة والصدام بين الأقران. كما أنَّه يتناسب مع حالة الثورات ونضالات الاستقلال التي استندت إلى الشباب المتطلِّع للتغيير، حيث تصدَّر الشباب المشهد الثوري والتغييري والسياسي.
شكل (1): يوضح تصنيف رؤساء الجمهورية بحسب فئاتهم العمرية عند تولِّي الرئاسة:
- تصنيف رؤساء الجمهورية بحسب طرق وصولهم للسلطة:
- طرق سلمية: 6.
- طرق عنيفة: 6.
إنَّ اعتماد 50% مِن رؤساء الجمهورية على العنف وصولًا للسلطة يعكس مدى التطلُّع للوصول إلى السلطة بعيدًا عن طرق الانتخاب والشرعية الشعبية، خصوصًا أنَّ صراعات ما بعد الثورة والاستقلال كانت بين أجنحة الحكم ذاتها، مع تعدُّد مراكز القوى، إذ لا تزال عقلية العنف هي السائدة في المجتمع القبلي والعُرف العسكري والثوري.
شكل (2): يوضح تصنيف رؤساء الجمهورية بحسب طرق وصولهم للسلطة:
- تصنيف رؤساء الجمهورية بحسب طرق خروجهم من السلطة:
- طرق سلمية: 4.
- طرق عنيفة: 8.
إنَّ غياب التداول السلمي للسلطة وأطر مرجعية لحلِّ الخلافات، ورغبة بعض الشخصيَّات في الاستبداد بالسلطة، وفَّر مناخًا مناسبًا للعنف السياسي، بما في ذلك عنف النخبة السياسية وصراع الأجنحة. وقد حسَّن قيام نظام ديمقراطي تعدُّدي، وفصل السلطات، عام 1990م، مِن بيئة العمل السياسي، وقلَّل مِن مخاطر الانقلابات والاغتيالات والعنف السياسي، على مستوى النخب الحاكمة.
شكل (3): يوضح تصنيف رؤساء الجمهورية بحسب طرق خروجهم مِن السلطة:
- تصنيف رؤساء الجمهورية بحسب مدَّة بقاءهم في السلطة:
- (0- 9) سنوات: 10.
- (10- 19) سنوات: 1.
- (20- 29) سنوات: 0.
- (30- 39) سنوات: 1.
أثَّرت طبيعة التحوُّلات الداخلية، والتدخُّلات الخارجية، في الاستقرار السياسي في الشطرين، ما أدَّى إلى تغيُّرات متسارعة على مستوى السلطة الحاكمة، إذ شهد الشطران -الشمالي والجنوبي- مددًا رئاسية تمتدُّ ما بين أقلَّ مِن عام وحتَّى (10) أعوام، نتيجة الانقلابات والضغوط المطالبة بالتنحِّي وحوادث الاغتيال. وهذا بدوره أفقد البلدين الاستقرار السياسي على أعلى مستوى في الدولة. وكان الرئيس “صالح” استثناء مِن جميع الرؤساء.
شكل (4): يوضح تصنيف رؤساء الجمهورية بحسب مدَّة بقائهم في السلطة:
- تصنيف رؤساء الجمهورية بحسب المستوى التعليمي:
- ثانوي ودون الثانوي: 8.
- جامعي وفوق الجامعي: 4.
مِن بين (12) شخصيَّة حكمت اليمن، وبلغت منصب رئاسة الجمهورية، أربع شخصيَّات فقط حملت شهادة جامعية (أحدهم يحمل الدكتوراه)، فيما حمل (8) رؤساء المؤهَّل الثانوي ودون الثانوي؛ وهذا بدوره يعكس إلى أيِّ مدى كانت النخبة الحاكمة مِن خارج النخب المتعلَّمة، إذ أغلب مَن صعد مِنهم مِن الجيش أو شخصيَّات يسارية انخرطت في نضال مسلَّح. ومعظمهم لم يكمل مساره التعليمي نظرًا لانخراطه في الجيش أو القوى الثورية، ومِن بيئة أسرية فقيرة أو محدودة الدخل.
شكل (5): يوضح تصنيف رؤساء الجمهورية بحسب المستوى التعليمي:
- تصنيف رؤساء الجمهورية بحسب الانتماء المناطقي:
- صنعاء: 3.
- إب: 1.
- الجوف: 1.
- أبين: 3.
- لحج: 1.
- حضرموت: 1.
- تعز: 1.
- عمران: 1.
توضِّح البيانات أنَّ حكَّام اليمن، خلال الفترة (1962م- 2025م)، توزَّعوا على (8) محافظات، نالت صنعاء وأبين النصيب الأكبر في ذلك، بحصَّة (3) رؤساء لكلٍّ مِنهما. وعلى صعيد الشطرين حكم (7) مِن المحافظات الشمالية، و(5) مِن المحافظات الجنوبية.
شكل (6): يوضح تصنيف رؤساء الجمهورية بحسب الانتماء المناطقي:
- تصنيف رؤساء الجمهورية بحسب النسب القبلي:
- قحطاني: 10.
- هاشمي: 2.
في حين بات الحكَّام في الشطر الشمالي مِن اليمن، بعد ثورة 26 سبتمبر 1962م، مِن القبائل القحطانية، نظرًا لطبيعة النظام الجمهوري والثورة التي قامت على النظام الإمامي ونظريَّته السلالية في الحكم، توزَّع الحكَّام في الشطر الجنوبي مِن اليمن، بعد استقلال 30 نوفمبر 1967م، بين شخصيَّات قحطانية وأخرى هاشمية، حيث لم تكن هناك آثار للصراع العنصري كما هو في الحال في الشمال، والذي فرضته النظرية المذهبية الزيدية، وأعادت إنتاجه بعد انقلاب 21 سبتمبر 2014م.
شكل (7): يوضح تصنيف رؤساء الجمهورية بحسب الانتماء القبلي:
- تصنيف رؤساء الجمهورية بحسب الطبقة الاجتماعية (مستوى الدخل):
- أسر قضاة: 3.
- أسر مكتفية: 5.
- أسر فقيرة: 4.
تعدُّ طبقة القضاة مِن الأسر الاجتماعية الراقية، إذ كانت تشغل وظائف القضاء ووظائف إدارية عليا أخرى في عهد دولة الإمامة، وعلى مستوى اليمن عمومًا. لهذا حظي أبناء هذه الأسر بقدر عال مِن التعليم والتربية والتأهيل. وقد جاء (3) رؤساء مِن هذه الطبقة. في حين دفعت ظروف الأسر الفقيرة أبناءها للالتحاق بالجيش أو بقوى الثورة، ما مكَّن أبناءها مِن تقلُّد مناصب عسكرية أو تصدُّر حركات ثورية، وبالتالي فإنَّ (4) مِن رؤساء الجمهورية أتوا مِن أسر فقيرة. في حين يعود (5) رؤساء لأسر تشتغل بالزراعة أو صيد السمك أو التجارة البسيطة، وتجد كفافها مِن مزاولة هذه الأعمال. ولم يحكم اليمن رؤساء مِن أسر ثرية وذات شهرة تجارية وثراء مادِّي، إذ عادة ما تكون هذه الأسر بعيدة عن النزاعات السياسية، ومنصرفة لبناء ثروتها والحفاظ عليها.
شكل (8): يوضح تصنيف رؤساء الجمهورية بحسب الطبقة الاجتماعية:
- تصنيف رؤساء الجمهورية بحسب المذهب الديني (وذلك وفق تصنيف منطقته وقبيلته مذهبيًّا):
- شافعي سنِّي: 8.
- زيدي شيعي: 4.
عقب قيام نظام جمهوري في الشطرين، وتأسيس نظام سياسي يقوم على مبدأ المساواة بين المواطنين، تولَّى الحكم شخصيَّات مِن مختلف المحافظات اليمنية، وبغض النظر عن انتماء عوائلهم ومناطقهم المذهبي، وهو ما أتاح لوصول (4) شخصيَّات تنتمي للمجتمع والمناطق الزيدية إلى رئاسة الدولة؛ وهذا لا يعني التزامهم هم بالمذهب الزيدي، وإنَّما تسامح المجتمع والنخب السياسية مع وصول شخصيَّات مِن مجتمعات ومناطق زيدية للحكم طالما أنَّهم لا يلتزمون بالمذهب سياسيًّا.
شكل (9): يوضح تصنيف رؤساء الجمهورية بحسب المذهب الديني:
- تصنيف رؤساء الجمهورية بحسب الانتماء السياسي والفكري:
- مستقل: 3.
- ناصري: 1.
- قومي اشتراكي: 1.
- يساري ماركسي: 4.
- مؤتمري: 3.
تأثَّرت اليمن في العصر الحديث بموجة الثقافات الوافدة على المنطقة، إن على الصعيد السياسي أو الفكري، وباتت مسرحًا لتشكُّل تيَّارات وتنظيمات وحركات، فكرية وسياسية، ما جعل نسبة كبيرة مِن النخب السياسية نخبًا مصنَّفة. وفي حين يحسب 75% مِن رؤساء الجمهورية على كيانات حزبية (يسار ماركسي، قومي اشتراكي، ناصري، مؤتمري)، فإنَّ 25% مِنهم كانوا مستقلِّين. وهذا يعني أنَّ التيَّارات والحركات والأحزاب السياسية كانت الحامل الموضوعي الأكثر أثرًا لوصول الأشخاص إلى السلطة.
شكل (2): يوضح تصنيف رؤساء الجمهورية بحسب الانتماء الفكري والسياسي:
- تصنيف رؤساء الجمهورية بحسب المهنة الوظيفية:
- مدني: 6.
- عسكري: 6.
توزَّع رؤساء الجمهورية بين عسكريين (50%) ومدنيين (50%)، غير أنَّ نسبة مِن هؤلاء المدنيين -وخصوصًا المنتسبين لليسار- كانوا مِن القوى الثورية المسلَّحة التي ساهمت في قتال الاحتلال، أي أنَّها اكتسبت الطبيعة القتالية ولم تكن مدنية بالمطلق. وبغض النظر، فإنَّ وصول (6) أشخاص، مِن بين (12) شخصًا، لرئاسة الدولة في نظام جمهوري يفترض أنَّه يستند إلى حكم مدني وقاعدة جماهيرية مدنية، يعكس إلى أيِّ مدى تغلَّب الطيف العسكري على المشهد السياسي في اليمن.
شكل (11): يوضح تصنيف رؤساء الجمهورية بحسب المهنة الوظيفية:
خاتمة:
توضح الورقة أنَّ اليمن حُكِمت -غالبًا- مِن شخصيَّات لم تتمكَّن مِن إتمام تعليمها، وجاءت مِن بيئة اجتماعية فقيرة، ومسكونة بالعنف والتعصُّب، لهذا شكَّل تسنُّمهم رئاسة الجمهورية، في الشطرين وبعد الوحدة، إحدى أهمِّ العوامل في القرار والاستقرار السياسي، خصوصًا أنَّ معظمهم لم يجر انتخابهم شعبيًّا مِن خلال انتخابات ديمقراطية نزيهة، بل فرضتهم عوامل ثورية وانقلابات وصراع أجنحة، وكيانات سياسية أمسكت بزمام السلطة. وهذا بدوره أوقع اليمن في دوَّامة مِن العنف والتخلُّف وغياب الرؤية والمشروع السياسي الوطني النهضوي. وفي حين مثَّل مؤتمر الحوار الوطني الشامل مخرجًا لقيام دولة يمنية مدنية حديثة، غير أنَّ قوى الكهنوت الإمامي والاستبداد القبلي أجهضت هذه التجربة في بواكيرها.
لتحميل وقرائة الورقة البحثية كاملة رؤساء الجمهورية في اليمن منذ عام 1962م يرجى الضغط هنا أو على اسم الورقة البحثية