آخر الأخبارأخبارإحاطة بالحدثقضايا راهنة
أخر الأخبار

الأزمة اليمنية: كيف تناولت الصحافة التركية اتفاق الرياض؟

تحرير/محمد الرجوي

نشرت الصحافة التركية أخباراً عديدة حول توقيع اتفاق الرياض متضمنة الأطراف الموقعة عليه وبنود الاتفاق بشكل مختصر. كما نشرت بعض الصحف مقالات تحليلية للاتفاق وتداعياته على الحرب في اليمن مع الإشارة إلى وجود تخوف من عدم نجاح الاتفاق في المستقبل القريب.

اتفاق ينهي الأزمة

تحدثت صحيفة “حرييت” تحت عنوان “اتفاق مع الانفصاليين الجنوبيين في اليمن” عن توقيع الحكومة اليمنية مع المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات العربية المتحدة اتفاقاً لتقاسم السلطة.

ونوهت الصحيفة إلى أن المملكة العربية السعودية لعبت دور الوسيط في هذا الاتفاق الذي سينهي النزاع في جنوب اليمن، مشيرة إلى وصف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للاتفاق بأنه “حيوي وسيفتح حقبة جديدة من الاستقرار في اليمن”.

ونقلت صحيفة “ملييت” موقف الولايات المتحدة الأمريكية من اتفاق الرياض، حيث أعربت الإدارة الأمريكية عن ارتياحها لتوقيع اتفاقية الرياض، والذي من المتوقع أن ينهي الأزمة بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المدعوم من الإمارات العربية المتحدة. حيث أدلى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مورجان أورجتوس، بتصريح مكتوب حول اتفاقية الرياض قائلا: “الولايات المتحدة ترحب بالاتفاق بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي في الرياض، ونأمل أن يساعد الاتفاق في إنهاء العنف في البلاد”.

كما تحدث الموقع الالكتروني التابع لتلفزيون “ان تي في” عن بنود الاتفاق تحت عنوان “توقيع اتفاقية لإنهاء الأزمة في جنوب اليمن”. وذكر الموقع أن مراسيم توقيع الاتفاق جرت في الرياض، ومن المتوقع أن ينهي هذا الاتفاق الأزمة بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي، المدعوم إماراتياً.

وذكر الموقع أن بنود الاتفاق تشمل التزامات الأطراف الرئيسة بتفعيل جميع مؤسسات الدولة في اليمن، وإعادة تنظيم قوات الأمن، واحترام حقوق المواطنة لجميع اليمنيين، وإنهاء التمييز الإقليمي والطائفي.

موقف الحوثيين وايران

نقلت صحيفة “حرييت” موقف الحوثيون من اتفاق الرياض، حيث نقلت الصحيفة تحت عنوان “الحوثيون يدعون أن اتفاق الرياض ولد ميتاً” عن حمدي عاصم، ممثل الحوثيين في محادثات السلام اليمنية التي تجرب تحت رعاية الأمم المتحدة، قوله في بيان لمراسل وكالة الأناضول “إن العاصمة السعودية الرياض ستواجه مشاكل خطيرة مع تنفيذ الاتفاق”، وأضاف: “هذا الاتفاق ولد ميتاً ولن يتم تنفيذه. يقتصر نطاق الاتفاق على مناطق معينة ولم يتمكن من تقديم حل مرض لهذه الأطراف.”

وتحدث موقع ” سي ان ان ترك” عن انتقاد إيران لاتفاق الرياض، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي إن “اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي لن يساعد في حل المشاكل في هذا البلد. وقال موسوي إن “توقيع مثل هذه الاتفاقات لن يسهم في حل الأزمة في اليمن. هذا النوع من الاتفاق سيعزز من احتلال المملكة العربية السعودية وحلفائها لليمن”.

وفي إشارة إلى أن إيران تدعم إنشاء حكومة وحدة وطنية واسعة النطاق على أساس المفاوضات، قال موسوي “إن الحوثيين لن يسمحوا أن تكون المناطق الجنوبية للبلاد تحت سيطرة القوى الأجنبية.”

توجيهات رئاسية

كما تحدثت صحيفة “أكشام” عن اصدار الرئيس اليمني هادي أوامر لجميع مؤسسات الدولة بالبدء في تنفيذ اتفاق الرياض. ووفقًا لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أمر هادي جميع مؤسسات الدولة بالبدء بشكل عاجل في تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي.

وقال هادي إنه “يتمنى فتح صفحة جديدة من أجل تحقيق آمال ورغبات الشعب اليمني”، ويتضمن الاتفاق إنشاء حكومة تكنوقراطية في غضون 30 يومًا على الأكثر بعد التوقيع، بحيث يتم منح 12 من الوزارات الـ 24 للجنوبيين، وتعيين الرئيس عبدربه منصور هادي مديراً للشرطة في عدن خلال 15 يومًا، ومحافظين لمحافظتي أبين والضالع خلال 30 يومًا.

الخاسرون في الرياض

نشر موقع “خبر7” الشهير مقالة للكاتب التركي اسماعيل يشار تحت عنوان “الخاسرون في الرياض”، تحدث فيها الكاتب عن اختلاف الأراء بين مؤيدي المحور السعودي-الإماراتي الذين يرون أن الاتفاق يعد “نجاحًا كبيرًا”، بينما تعتقد إيران والحوثيون أن “الاتفاق لا يهم اليمنيين وأن الموقعين لا يملكون إرادتهم”.

وأشار الكاتب إلى أن بعض وجهات النظر تعتقد أن الاتفاق لن يكون ناجحًا، بينما يرى آخرون أنه ينبغي إعطاؤه الفرصة والانتظار بعض الوقت لمعرفة ما إذا كان سينجح. ولكن الشيء المهم ليس في حقيقة توقيع الاتفاق، ولكن في التطبيق العملي للاتفاق. فعلي سبيل المثال، في فلسطين وقعت “حماس” و”فتح” العديد من الاتفاقيات لإنهاء الانقسام، لكن كل هذه الأمور أهدرت خلال مرحلة التنفيذ.

وتسائل الكاتب “من فاز ومن خسر في الرياض؟” وعند البحث عن إجابة لهذا السؤال، يجب أول أن نذكر الخاسرين. فالرئيس هادي لم يفقد نصف الحكومة فقط، بل سلم البلاد إلى المملكة العربية السعودية. فبموجب الاتفاق، سيكون التحالف الذي تقوده الرياض هو المتحكم، وستقرر المملكة العربية السعودية من الذي يمتثل للاتفاقية ومن يخالفها.

هادي الذي كان يقول سابقاً: “لن نجلس على الطاولة مع المتمردين حتى يسلم الانتقالي المباني الحكومية التي احتلها في عدن، ولكنه تراجع تحت ضغط من الرياض للجلوس على طاولة المفاوضات وقبول الاتفاق. وكذلك صافح هادي من قام بقصف جنوده في عدن وأبين. ومن غير الواضح أيضًا ما إذا كان هادي سيعود إلى عدن على الرغم من الاتفاق.”

وأضاف الكاتب: لقد حفز المجلس الانتقالي بقيادة عيدروس الزبيدي أنصاره بفكرة إعلان استقلال جنوب اليمن، ولكنهم بهذا الاتفاق، تخلوا عن هذه الأحلام – على الأقل حتى الآن. فمن المؤكد أنه تم التضحية بكل هذه المُثُل من أجل عدد قليل من المقاعد وأنهم سيجدون صعوبة في شرح ذلك لأنصارهم حول العمل مع الأشخاص الذين أعلنوا سابقاً أنهم العدو الأول.”

وتابع الكاتب: “يمكن تسمية اتفاقية الرياض أيضًا بإعلان هزيمة التحالف السعودي الإماراتي، الذي تدخل في اليمن لطرد الحوثيين من العاصمة صنعاء، لكنه فشل رغم كل الدمار الذي خلفه. حيث يُنظر إلى الاتفاق على أنه الخطوة الأولى في مشاركة أوسع تشمل الحوثيين. فبعد يوم واحد من توقيع الاتفاق، قال مسؤول سعودي، لم يرغب في الكشف عن اسمه، إن الحوثيين لم يغلقوا الأبواب وأن القنوات بينهما مفتوحة منذ عام 2016 لضمان السلام في اليمن. وصرحت فيديريكا موغريني، الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية والسياسات الأمنية، بأن اليمن يقترب من اتفاق سلام شامل.

باختصار، في الفترة المقبلة، سيتم السعي لجعل تقاسم النفوذ في اليمن بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإيران دائمًا بالاتفاق.

اتفاق سعودي إماراتي في اليمن

نشرت صحيفة “يني عقد” مقالاً للكاتب التركي أحمد فارول تحت عنوان “اتفاق سعودي اماراتي في اليمن”، تحدث فيه عن توقيع اتفاق الرياض بين أطراف الصراع في جنوب اليمن وبين داعميهم أيضا.

حيث قال الكاتب إن “اليمن التي هزتها الحرب الأهلية لفترة طويلة ولم تستقر بعد، تم بخصوصها توقيع اتفاق يوم الثلاثاء 5 نوفمبر في العاصمة السعودية، الرياض. لكن لنتذكر أولاً أن هذا الاتفاق لا يرتبط بالقضية الحقيقية في البلاد وبالتالي لا ينهي الحرب الأهلية.”

وأضاف: “حكومة عدن برئاسة الرئيس عبدربه منصور المدعومة من السعودية وقعت اتفاقا مع المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات. لذلك، على الرغم من التوقيع فإننا نسميه اتفاق بين السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وتابع: “كما ذكرنا في البداية، هذه الاتفاق ليس اتفاق يحل الحرب الأهلية الرئيسية والمشكلة الرئيسية في اليمن. تكمن المشكلة الحقيقية في الحرب المستمرة بين الحوثي المدعوم من إيران، والذي يسيطر على صنعاء، والحكومة الشرعية، المدعومة من التحالف الخليجي بقيادة المملكة العربية السعودية. ومع ذلك، اندلعت حرب أهلية ثانية عندما نشأت ميليشيا ترعاها الإمارات باسم المجلس الانتقالي لإقامة دولة منفصلة في جنوب البلاد، وخاضت اشتباكات مسلحة ضد حكومة عدن.

يهدف اتفاق الرياض، الموقع في 5 نوفمبر، إلى إنهاء هذه الحرب الأهلية الثانية، بينما تستمر الاشتباكات والخلافات بين جماعة الحوثي وحكومة عدن. ولذلك، فإن اتفاق الرياض لن يوفر للبلاد السلام والاستقرار بشكل عام، بل هناك شكوك جدية حول ما إذا كان هذا الاتفاق كافياً لحل المشكلة الجنوبية.

ومع ذلك، فإن المجلس الانتقالي ليس الكيان الوحيد الذي يمارس أنشطة سياسية في الجنوب، فقد تم تعزيز هذا الكيان وتمييزه إلى حد ما بفضل الدعم العسكري والسياسي والمالي لدولة الإمارات العربية المتحدة. ولكن هناك كيانات أخرى في المنطقة، أظهرت أنها غير راضيه عن حقيقة أنه تم التواصل مع المجلس الانتقالي فقط وتجاهلهم في الجنوب.

يمثل الاتفاق بداية خطة لتقسيم اليمن، فالمجلس الانتقالي هو كيان يهدف إلى استقلال الجنوب، لذلك يمكن أن ينهي الاتفاق المصادمات بين حكومة عدن وحركة الميليشيا الانفصالية في الجنوب، لكنه لا يوفر إطار عمل ملائم لحل المشكلة الجنوبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى