التطورات الاستراتيجية في اليمن 2018م

تمهيد:
مرت باليمن خلال العام الفائت 2018م، الكثير من التطورات المتسارعة، وهي تطورات ترتبط في مجملها بالصراع والحرب الدائرة منذ 2015م وتنتج عنها، فقد ظلت رحى الحرب تدور في اليمن منتجة الكثير من التطورات والتداعيات في الأبعاد العسكرية والسياسية والاقتصادية والانسانية .. وغيرها.
فقد استمرت المعارك العسكرية تراوح محلها مع حدوث تحول ملحوظ لصالح قوات الجيش الموالي للسلطة الشرعية في عدد من محاور وجبهات القتال: الساحل الغربي ومدينة الحديدة، وصعدة وحجة والبيضاء، وفيما خفت حدة المعارك في الحدود اليمنية السعودية استمر اطلاق صواريخ باتجاه عمق الأراضي السعودية وطالت ايضاً مناطق في الامارات العربية المتحدة، وبطبيعة الحال العديد من المناطق الواقعة تحت السلطة الشرعية وبخاصة مدينة مأرب.
ونتيجة للتطورات الإقليمية والدولية المرتبطة بقضية مقتل الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” وبشكل أقل التداعيات الإنسانية للحرب في اليمن حدثت تطورات غير مسبوقة في العلاقات العسكرية بين السعودية وعددا من الدول الغربية، وخاصة ما يتصل بتقديم الدعم اللوجستي لقوات التحالف أو بشأن تصدير وشراء الأسلحة والمعدات، أو بشأن تزايد الضغوط بشأن الرقابة على العمليات العسكرية وعدم التساهل حول ما يُمكن أن ينتج عنها من أخطاء وكوارث إنسانية.
وقد صاحب التطورات العسكرية عدد من التطورات السياسية، ومنها استمرار استهداف السلطة الشرعية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها من قبل الإمارات والكيانات المحلية التابعة لها، وانزلاقها إلى اقتتال في مدينة عدن، والتحرش بالوحدات العسكرية والأمنية التابعة لها، والتهديد باقتلاعها والسيطرة على المؤسسات التابعة للدولة، واستمر أداء السلطة الشرعية في المناطق المحررة يتسم بالإرباك والضعف وحتى الغياب معظم شهور عام 2018م.
فيما اتجهت العلاقة بين الطرفين (دول التحالف وتحديدا الامارات والسعودية والسلطة الشرعية) نحو قدر من التفاهم والتكامل نتج عنه تشكيل حكومة جديدة بدعم واسناد مختلف وهامش أفضل للحركة في عدن والتعامل مع ملفات الخدمات والاوضاع الاقتصادية.
ويُعد انخراط السلطة الشرعية والحوثيين في مفاوضات ثنائية بالنصف الأول من شهر ديسمبر من أبرز التطورات السياسية خلال العام الفائت، وقد سبقها وصاحبها اهتمام وضغوط دولية غير مسبوقة، ونتج عنها تسوية سياسية وعسكرية في الحديدة وتفاهمات بخصوص تعز والتزام بعقد جولات جديدة من المفاوضات مع مطلع 2019م.
ونتيجة للتطورات في الملفين العسكري والسياسي حدثت تطورات شديدة السلبية في الملف الاقتصادي، فقد شهدت معظم شهور عام 2018 تدهورا مضطردا في الابعاد الاقتصادية، فقد شهدت معظم شهور 2018 تراجعاً حاداً في سعر العملة اليمنية (الريال) مقابل العملات الأجنبية بلغ ذروته في شهر نوفمبر، وهو ما ساهم في ارتفاع اسعار السلع والخدمات وفاقم على نحو كارثي من الوضع المعيشي والإنساني لغالبية اليمنيين، لاسيما مع استمرار انقطاع دفع الرواتب للموظفين الحكوميين في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيين، وبعض المناطق التي لا تقع تحت سيطرتهم.
وبخلاف ذلك ونتيجة لعدد من العوامل تحسن سعر العملة اليمنية مقابل العملات الأجنبية خلال شهري نوفمبر وديسمبر.
التطور الأبرز، كان في الجوانب الإنسانية، والتي شهدت طوال عام 2018م، تدهوراً مروعاً نتيجة استمرار الحرب والحصار وانهيار الاقتصاد بكل قطاعاته والامتناع عن دفع رواتب القطاع الأكبر من الموظفين الحكوميين، ومعه تحول الوضع الانساني في اليمن الى قضية اهتمام عالمي وتواتر وصف الوضع الانساني في اليمن بأنه أزمة القرن وأكبر مأساة إنسانية في الوقت الراهن.
في هذا التقرير نتناول أبرز التطورات العسكرية والسياسية والاقتصادية والانسانية المرتبطة بالحرب في اليمن خلال عام 2018م.
لتنزيل كامل الملف
تعليق واحد